[justify][justify][justify]
خاطرة تاريخية للمناقشة:
سلطان حيد اشْيَب وسلطان مَعْرَبان
بقلم: نادر سعد حلبوب العمري
كان لقب (شيخ يافع) مكتوبًا على ضريح الشيخ (أسعد بن علي) المقبور في أعلى وادي (مَعْربان) قبل إحراق الضريح منذ سنوات؛ وهو والد العلامة الشيخ (عبد الله بن أسعد بن علي بن سليمان بن فَلَاح) الملقب (قطب الحرم المكي) الذي عاش في القرن الثامن الهجري، وتوفي سنة (768ه)، وهو مدفون في مقبرة (المعلاة) بمكة المكرمة.. وهذا يؤكد الرواية بانتساب الأسرة العفيفية إلى الشيخ عبد الله بن أسعد بن علي (رحمه الله)، فتاريخ هذه الأسرة في العلم والتدين جعل القبائل اليافعية تجتمع عليها طوال هذه القرون. وقد اشتهرت الرواية عن السلطان سيف بن قحطان العفيفي أنه قال:
سيف الحنيفة سيف بارق لَعْمجْ ** سيف المنية قاطعاً ذو حدَّينْ
والجد عبد الله بن اسعد منهجْ ** من نسل خالد منتسب للجَدَّينْ
ومما ينبغي ذكره هنا: أن في جبل (قَفَل) المطل على مسجد الشيخ (أسعد بن علي) آثارًا كثيرة من مآجل (خزانات مياه)، ومبانٍ وغيرها تدل على مُلْك وسلطان في زمن سابق.. وقد توارثت الأجيال خبر (سلطان مَعْرَبان) إلى زمن الشاعر اليافعي الكبير الشيخ (راجح بن هيثم بن سبعة اليهري) –رحمه الله- (ت1372ه/1952م) فعبَّر عنها ببيت يفتح أبوابًا كبيرة للباحثين في تاريخ (يافع).. حيث قال:
قال ابن هيثم ذرء تُبَّع وحميري===وسلطان بن سلطان من عصر بن سِنَانْ(بن سِنان) يقصد (سنان باشا) قائد الحملة التركية على (يافع) سنة (996ه)، و(من زام) أي: من زمان، و(دقيانوس) يقصد ملك الروم (دقلديانوس) الذي يذكره الرواة في قصة أصحاب الكهف، و(لا) بمعنى (إلى) في الموضعين، و(امسود) و(يري) موضعان، والشاهد قوله: (وسلطان حَيْد اشْيَب) و(سلطان مَعْرَبان).. فأما (سلطان معربان) فأنا أجزم أن المقصود به (الشيخ أسعد بن علي)، ومما يؤكده -أيضًا- شهرة هذا الشيخ بلقب (السلطان) فقد كان في أعلى (نقيل الخلاء) كهف يسمونه: (جَرْف السلطان أسعد بن علي) حسب ما روى لي بعض العارفين من أهل يزيد، وقد وجدت في إحدى وثائق أهل مُخَيَّر في كلد مؤرخة في شهر شوال سنة 1373ه اسم شاهد موصوف بـ (فقير السلطان أسعد بن علي).
ومن زام دُقْيَانُوْسْ لا (امْسُوْد) لا (يَري)===وسلطان (حَيْد اِشْيَبْ) و(سلطان مَعْرَبان
ومما ينبغي ذكره هنا من باب لفت النظر فحسب أن (حيد أَشْيَب) الذي ذكره (بن سبعة) يريد به جبلي (جار) والجبل المجاور له من الجهة الغربية‘ ففي قمته خرابة قديمة يسمونها دَقَّة (الحُسَيْني) وهذان الجبلان يطلان على وادي (أَشْيَب) –من أودية مكتب السَّعْدي- من الجنوب والشرق، وفي هذين الجبلين آثار كثيرة من مبانٍ ومآجل وغيرها تقوي إمكانية وجود سلطنة ما فيها في زمن قديم، وقد أخبرني الأخ: عبد الباري بن عوض بن سعيد الرأس السعدي (مدرس في مدرسة الشَّعب في السعدي، وأحد هواة البحث التاريخي اليافعي) أنه اطلع على وثيقة بحوزة أحد أهل بن عامر في قرية (شِعْب البارع) مؤرخة في سنة (600ه) فيها ذكر لسلطان اسمه (جار الحسيني)!.. وقد أحببت نقل هذه المعلومة لتكون خيطًا للبحث، لعل وثيقة هنا او هناك تؤيد أو تصحح أو تضيف في مستقبل الأيام.. ولله در الشيخ (راجح بن سبعة) يوم أن احتفظ لنا في بيت واحد من الشعر بخيط من النور لن ينطفأ حتى تتكشف به صورة الحقائق التاريخية الضائعة.[/justify][/justify][/justify]